هل المكارم فعلاً اندثرت ؟

buffy · 2025-11-27

سؤال تراود ذهني منذ مدة هل فعلاً الرجولة ماتت هل المكارم اندثرت, اثناء زحام جدة تفكرت كثيراً في هذا الموضوع وبدا الى بالي مواقف كثيرة من سكان جدة الغير أصليين من سوء خلق وسوء منظر وقلة ذوق. وأيضا كثير من الرجال من لهم مواقف جميلة تذكر لهم لكنهم قلة في هذا المستنقع الخبيث.

من احد المواقف اللتي مررت بها من اصدقاء الجامعة حينما ذهبت الى منزله ليلة اختبار الدينمكيا الحرارية طلبت منه ان اذهب الى دورة المياه وقال "ثاني غرفة على اليمين" وردي كان هل هناك احد ام ماذا ورد علي "ايه بس اختي هناك" لك ان تتخيل عزيز القارئ حجم الصدمة اللي تلقيتها من هذا الكلام ولكن اختفت تلك الصدمة سريعاً عندما رأيت ضحك كل الموجودين وقولهم "فلان ما عنده اخت"

وقعدت اناقش ذاتي لماذا انحدرت الاخلاق وساءت الشعوب, هل وسائل التواصل هي السبب؟ اكيد حسد الشعوب المجاورة وصلنا؟ بل ضعف الوازع الديني هو السبب؟

حاولت مراراً وتكراراً ان اجد سبباً لاندثار الاخلاق لكنها كانت تركيبة عجيبة بين كل هذه الامور

ولكن اكثر سبب منطقي بدا لي هي صعوبة انك تلزم بالمكارم. أشبه بأن تكون رجل في كل المواقف أنك تكون شهم وذيب.

ومع الجيل الحالي أصبحت قادر على طلب حلا "دبي تشوكليت لابوبو" وأنت لم تغادر راحة سريرك. لك ان تتخيل صعوبة أنك تكون رجل في جيل توفرت له كل سبل الراحة.

لذا اتجهت الى تاريخ العرب لأبحث عن ناس عانوا من نفس المشكلة

قال سعيد بن العاص موصيًا ابنه:

يا بني: إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مرة ،لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها

وقد مات رضي الله عنه وعليه دين ٣٠٠ الف درهم، كان اذا اتاه احد يسأله مالا ولم يكن يملك شيئا يسجل على نفسه دين 

وفي هذا المعنى قول ابو محسد:

لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ

الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ

وقوله:

ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً

فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا

وقول ابو فراس:

 فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

وغيرها كثير من لا يحضرني والله اعلى وأعلم.

💬 0

التعليقات

🔑 سجّل الدخول للتعليق أو الإعجاب.

لا توجد تعليقات بعد.